القسم الثاني من الأهداف التربوية في تدريس العلوم
إذا نظرنا إلى الأهداف السلوكية (الأدائية) السابقة الذكر وتمعنا فيها ، نجد أنها تتضمن ثلاثة عناصر أساسية هي :
- الفعل ، ويشير إلى العمل) الذي يوجه الطلبة إلى الأداء المطلوب ويعتبر أصعب جزء في عملية كتابة الأهداف السلوكية وصياغتها هو اختيار (الفعل) أو (الأفعال - المتعدية التي تصف العمل الذي يقوم به الطالب بعد انتهائه من عملية التعلم، وبخاصة أنه يشترط في هذه الأعمال والأماني المتعدية أن تعبر بوضوح عما ترغب من المتعلم أن يكون قادراً على محتوى الموضوع أو الوحدة الدراسية. ومن الأفعال التي تصلح الصياغة الأهداف السلوكية نذكر على سبيل المثال : يذكر، نفس، يطبق ، بعد يقارن ، يرسم ، يميز ، يحلل ... الخ. وهي أفعال عمل Action words گو : أفعال متعدية .
٢ - المحتوى المرجعي مصطلح من المادة العلمية ، ويشير إلى محتوى الموضوع (الدرس الوحدة) المراد معالجته من خلال المواقف والنشاطات التعليمية التعلمية .
٣ - مستوى معين من الكفاءة (الأداء) أو (المعيار) ، ويعتبر هذا العنصر جزءاً التياري في كتابة الأهداف السلوكية أو صياغتها في تدريس العلوم ، وقد يجيء في آخر العبارة الهدفية (الأدائية) أو قبل المحتوى المرجعي. ويشير هذا العنصر عام ، إلى درجة معينة (مستوى أداء معين من متطلبات التعلم المرغوب، كان يذكر في صياغة الهدف السلوكي : (أ) مستوى الأداء المطلوب (المقبول) وهو مثلا : بدقة ، بدون خطأ ، المدة الزمنية ، بنسبة %۸۰٪ ... الخ .
ولتوضيح ما سبق ، اعتبر الهدف السلوكي التالي : أن يكشف الطالب عن النشا في البطاطا في مدة لا تزيد على سبع دقائق. (مستوى الأداء) (فعل)
(المحتوى المرجعي)
+ وباختصار ، يُصاغ الهدف السلوكي في إحدى الصورتين التاليتين : الأولى: أن فعل سلوكي + الطالب + المحتوى المرجعي + معيار الأداء المقبول. أن يقارن الطالب بين الانقسام غير المباشر والاخترالي دون خطاً . الثانية : أن + فعل سلوكي + الطالب + معيار الأداء المقبول + المحتوى المرجعي أن يرسم الطالب بدقة الجهاز الهضمي في الادمان .
هذا ، ونظراً لتكرار كلمة (الطالب) في صياغة الأهداف السلوكية ، فإنه يمكن حذفها أو الاستغناء عنها أو وضعها في بداية الأهداف السلوكية بوجه عام - واعتماداً على ما سبق ، ولضمان تحقيق الأهداف التدريسية في تدريس العلوم ،
ينبغي على معلم العلوم توضيح الأهداف السلوكية للطلبة بحيث يكون الطالب . - قادراً على وصف نوع السلوك (الأداء) المتوقع منه كنتيجة للدرس . - عارفاً المحتوى المرجعي الذي يمكن أن يظهر تعلمه في حدوده .
- عارفاً مستوى الأداء المطلوب (أو المقبول) منه ويمكن لمعلم العلوم أن يستخدم عدة طرق لتوضيح الأهداف السلوكية للطلبة عطا الله ، ١٩٨٤) منها ما يلي :
أهداف الدرس أو الوحدة على الطلبة، أي إخبار الطلبة بما هو متوقع (النتائج التعلمية - المتوقعة - المعيار) ؛ ويمكن أن يتم ذلك إما شفوياً أو كتابياً في أ - عرض بداية الدرس أو أثنائه أو في نهايته .
- إستخدام أمثلة من (الأداء) المتوقع ، كما في كيفية استخدام جهاز ما ، أو إجراء تجربة ، أو حمل المجهر أو توظيفه ... الخ .
د - الوضوح في العرض ، إذا كانت النشاطات التعليمية للدرس (أو الوحدة) منظمة و مخطط لها جيداً بمحور واحد - هدف الدرس ، فإن ذلك يساعد الطلبة على ادراك الهدف من الدرس أو الأهداف من الوحدة ، وعكس ذلك يؤدي إلى تشويش الطلبة واضطراب أدائهم .
وفي هذا الصدد، ونظراً لما لتحديد الأهداف السلوكية وتوضيحها للطلبة . أهمية في إنجاح العملية التعليمية - التعلمية في تدريس العلوم ، فقد اهتم الباحثون بدراستها واستقصاء فعاليتها وتأثيرها في جوانب مختلفة للعملية التعليمية - التعلمية . ففي دراسة زكي (۱۹۸۰) المتعلقة بتقصي أثر الأهداف السلوكية في تحصيل الطالبات في مادة العلوم العامة ، أشارت نتائج الدراسة إلى أن طالبات (المجموعة التجريبية) التي أعطيت الأهداف السلوكية قبل الدرس ، كان متوسط درجاتها في اختبار التحصيل أعلى يفرق ذي دلالة من درجات المجموعة الضابطة التي لم تعط الأهداف السلوكية قبل الدرس . ولم تجد الدراسة فرقاً ذا دلالة بين متوسط درجات الطالبات في اختبار التحصيل في المجموعتين : التجريبية والضابطة وذلك بالنسبة للمستويين : الأعلى والمتوسط الذكاء. مقابل ذلك ، كشفت الدراسة عن فرق ذي دلالة بين المجموعتين وذلك بالنسبة لمستوى الطالبات (الأقل) ذكاء لصالح المجموعة التجريبية ، وهذا النتيجة تعني فيما تعنيه أن الطالبات الأقل ذكاء أو بطيئات التعلم يمكنهن الاستفادة (تحصيلياً) من الأهداف السلوكية إذا ما أعطيت لهن قبل الدرس .
وفي الاتجاه نفسه ، أجرى المؤلف (زيتون ، ۱۹۸٦) دراسة تجريبية استقصت أثر استخدام الأهداف السلوكية في مستوى التحصيل (البعدي والاحتفاظ) في تدريس مادة العلوم في المرحلة الأساسية (الابتدائية). وقد تم تطبيق اختبار تحصيلي مكون من ثلاثين فقرة على عينة (ن - (۸۱) قسمت عشوائياً إلى مجموعتين : مجموعة تجريبية زودت بالأهداف السلويه قبل بدء التعلم ، ومجموعة ضابطة لم تزود بالأهداف ، وذلك لقياس مستوى تحصيل الطلبة (تحصيل بعدي وثبات المعلومات (الاحتفاظ) في مادة العلوم العامة لدى طلبة الصف السادس الأساسي . وبعد تطبيق اجراءات الدراسة و تحليل البيانات الاحصائية ، كشفت الدراسة عن النتائج التالية :
- وحد فرق ذو دلالة في التحصيل البعدي لصالح المجموعة التجريبية ؛ فقد زادت كمية المادة المتعلمة (التحصيل) بنسبة قدرها (٣٦,٧) باستخدام استراتيجية الأهداف السلوكية ؛ في حين زادت كمية المادة المتعلمة بنسبة قدرها (٢٤,٧) بدون تزويد الطلبة المسبق بالأهداف السلوكية ، وعليه ، تكون كمية المادة المتعلمة باستخدام استراتيجية الأهداف السلوكية ، تفوق بنسبة (۱۲) كمية المادة المتعلمة بدون استخدام الأهداف السلوكية.
وجد فرق ذو دلالة في التحصيل بالنسبة لبقاء المادة العلمية المتعلمة وثباتها (الاحتفاظ) بعد أربعة أسابيع من إتمام التجربة لصالح المجموعة التجريبية ، فقد زادت كمية المادة المتعلمة التي يستطيع الطالب القدرة على تذكرها والاحتفاظ بها بنسبته (۳۵٫۸) باستخدام الأهداف السلوكية ، بينما زادت كمية المادة المتعلمة التي يتسطيع الطالب تذكرها والاحتفاظ بها بنسبة (۲۵٫۸) بدون استخدام الأهداف السلوكية، وعليه ، فإن التعلم (الاحتفاظ) باستخدام استراتيجية الأهداف السلوكية يفوق التعلم (الاحتفاظ) بدون استخدامها بنسبة (١٠) بالنسبة لثبات المادة العلمية والاحتفاظ بها . هذا ، وقد عزيت الفروق الدالة احصائيا ، إلى كون الأهداف السلوكية تضع الطالب المتعلم مركزاً في العملية التعليمية - التعلمية بدلاً من المعلم ، وبالتالي تهتم بتحقيق الأهداف المنشودة وقياس سلوك المتعلم بدلاً من المعلم ، وعليه ، توجه نشاط الطالب وتنظمه نحو المطلوب منه وبالتالي تعزز التعلم عند الطالب ، هذا بالاضافة إلى أن معرفة الطالب بالأهداف السلوكية مسبقاً قد تثير في نفسه (الطالب الرغبة والدافعية للتعلم خاصة وأنها (الأهداف) ترشده إلى الغايات التي يجب أن يحققها وبالتالي تحفر فيه الميل نحو المتابعة والاستمرار مما يؤدي إلى ارتفاع التحصيل والاحتفاظ به. وتأتي هذه النتائج منسجمة مع المبادى، الأساسية في سيكولوجية التعلم وتحقيقاً لمبدأ نفسي - تربوي عام يرى أن التراك الطالب إيجابياً فيما يتعلمه يعمل على تحسين تعلمه وزيادة معدل أدائه أو تحصيله
العلمي. تصنيف الأهداف التربوية :
يذكر الأدب التربوي - النفسي محاولات عديدة التصنيف الأهداف التهوية التي يمكن الاستفادة منها في تحديد الأهداف التدريسية (التعليمية) في تدريس العلوم . ولعل أشهر هذه التصنيفات وأكثرها انتشاراً واستخداماً هي تصنيف بلوم Bloom للأهداف التربوية التى وضعها في ثلاثة مجالات رئيسية (1982 ,Sharma ) هي : الأول : المجال المعرفي (العقلي) Cognitive Domain
الثاني : المجال الوجداني (الانفعالي أو العاطفي) Affective Domain
الثالث : المجال النفسحركي المهاري الحركي ) Psychomotor Domain
وفيما يلي نبذة مختصرة عن هذه المجالات الثلاثة لتصنيف بلوم Bloom للأهداف التربوية في تدريس العلوم.
أولاً : المجال المعرفي (العقلي) Cognitive Domain
ويشمل الأهداف التي تعبر عن الجوانب (المعرفية) التي تتضمنها العملية التعليمية - التعلمية في تدريس العلوم. وتتعلق الأهداف التدريسية في هذا المجال باكتساب (المتعلم المعرفة العلمية والمعلومات وتنمية القدرات والمهارات في استخدام هذه المعرفة العلمية. وقد اشتمل تصنيف بلوم على ستة مستويات من الأهداف التربوية في هذا المجال التي تفيد في التربية العلمية وتدريس العلوم وهذه المستويات السنة هي
- المعرفة Knowledge
تعتبر (المعرفة) أدنى المستويات السنة في هذا المجال ؛ وهي : تتضمن عملية تذكر المعلومات والمعرفة العلمية التي تم تعليمها سابقاً ، أي القدرة على تمييز واستدعاء المادة التعليمية واستذكارها التي سبق للطالب أن تعلهما . وتتضمن المعرفة الجوانب التالية :
أ- معرفة التفاصيل، وتضم :
- معرفة الحقائق العلمية المفردة والمجردة .
معرفة التعاريف والتعابير .
ب - معرفة طرق ووسائل معالجة التفاصيل، وتضم:
- معرفة المفاهيم ، والمصطلحات والاصطلاحات ، والرموز .
- معرفة الاتجاهات والتسلسلات التابعات).
معرفة التصانيف وفاته
- معرفة المعايير والمحكات .
- معرفة التعميمات ، وتضم :
- معرفة المبادىء والقوانين والقواعد و التعميمات .
- معرفة النظريات .
ومن أمثلة أفعال العمل السلوكية التي تصلح لصياغة الأهداف السلوكية على
مستوى التذكر ما يلي : يذكر ، يعرف ، يصف ، يسمي ، يتعرف ، يعنون ، يضع قائمة
ب - يعدد ، يقابل، يختار ، يتذكر ، يرتب ، يستخرج ، يتبع ... الخ . وفيما يلي أمثلة
الأهداف سلوكية على مستوى التذكر في تدريس العلوم :
أن يعدد (الطالب) أجزاء الجهر (الميكروسكوب).
أن يذكر نص قانون بويل كما ورد في الكتاب المدرسي . أن يصف عملية الانقسام الاخترالي كما شرحها المعلم .
أن يسمي أجزاء الزهرة بالترتيب من الخارج إلى الداخل . - الفهم الاستيعاب أو الادراك) Comprehension
يقصد بالفهم القدرة على استيعاب معنى الأشياء ، وبالتالي القدرة على امتلاك المادة العلمية المتعلمة ، أي تفسير المبادىء والمفاهيم العلمية بحيث يتمكن من شرح ما يلاحظه في بيئته من أشياء وأحداث وظواهر ، أو تحويل المواد من هيئة إلى أخرى (كلمات إلى أرقام أو العكس، أو تفسيرها (شرحها أو تلخيصها) ، أو تخمين مردوداتها المستقبلية . وعليه ، تقع نواتج التعلم في هذا المستوى في مستوى أعلى قليلاً من مستوى (المعرفة). ويتضمن الفهم (الاستيعاب) ما